وقد حفلت الموسوعات الفقهية بما أثر عنه بحيث يعد معظم أبواب الفقه وفروعه قد روي عنه.
وإذا نظرنا الى سائر العلوم الاسلامية الاخرى كعلم الحديث والتفسير والاخلاق وغيرها فنجد اكثرها قد أخذ عنه ... ولا يعرف التأريخ الانساني من هو اعظم منه علما وفضلا عدا آبائه (ع) أما الحديث عن نواحي شخصيته مفصلا فانه يستدعى موسوعة كبيرة.
ابن الامام الباقر (ع) وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (٨٨) قام بتربيته أبوه وعنى بتهذيبه فكان من افاضل العلويين ، وانبههم ، وقد توفى شهيدا سقاه السم رجس من أرجاس بني أمية ، يقول المؤرخون إنه دخل عليه ، فاوجس منه عبد الله خيفة فقال له : « لا تقتلني اكن لله عليك عينا ، واكن لك على الله عونا » (٨٩).
فلم يعن به الاموي واجبره على تناول السم ، فلما سقي تقطعت امعاؤه ، ولم يلبث إلا قليلا حتى فارق الحياة (٩٠) لقد مضى الى الله شهيدا شأنه شأن آبائه الذين أجهزت عليهم القوى الشريرة والنفوس الآثمة الحاقدة على ذوي الاحساب الاصيلة التي رفعت منار الكرامة الانسانية.
__________________
(٨٨) الارشاد ( ص ٣٠٣ ).
(٨٩) المراد بقوله : « اكن لك على الله عونا » أي اكن لك شفيعا عند الله.
(٩٠) غاية الاختصار ( ص ٦٤ ) سفينة البحار ١ / ٣٠٩.