صاحب الخمس ستا لم يقو ، وعلى صاحب الست سبعا لم يقو ، وعلى هذه الدجارت. » (٢٩٨)
ان مرتب اليقين والمعرفة بالله متفاوتة كأشد ما يكون التفاوت فقد احاط الله تعالى بعض انبيائه علما بأسرار الكون وحقائق الوجود وما يحدث في هذه الدنيا من الاحداث بما لم يحط به غيرهم من الأنبياء لأنهم لا يقوون على حملها ، ومن هذا القبيل كان الامام أمير المؤمنين (ع) الذي هو باب مدينة علم النبي (ص) ومستودع أسراره وحكمه قد احاط بعض حواريه كميثم التمار علما بما سيجري عليه من الخطوب والكوارث من بني أمية ، واطلعه على كثير من الأسرار ، وعلى ما سيجري في آخر الزمان في حين أنه لم يخبر بذلك عبد الله بن عباس وهو حبر الأمة لعلمه (ع) بعدم قدرته على تحملها.
وعلى مقدار الايمان كانت محن الأنبياء والمصلحين من قبل طواغيت زمانهم متفاوتة وكان أشدهم ايذاء واعظمهم محنة النبي محمد (ص) فقد أوذي من قبل طواغيت قريش وجهالها بما لم يؤذه أي نبي من انبياء الله ، وأوذي (ص) من بعد وفاته بعترته فقد عانت من الظلم والتنكيل ما يقصم الاصلاب ويذهل الألباب ، فلم تراع حرمته (ص) في عترته فلم يمض على وفاته إلا خمسون عاما واذا برءوس ابنائه على الحراب ، وبناته سبايا من بلد الى بلد ، فأي محنة وأي بلاء اعظم من هذه المحنة وهذا البلاء؟
وتحدث (ع) في جملة من أحاديثه عن معالي صفات المتقين ، وهذا
__________________
(٢٩٨) أصول الكافي باب درجات الايمان.