ولا حاله ، فالمعلوم من مذهب الأصحاب أنها كما جاء في الرواية مبتلاة فلتبصر أبدا ، ورأينا شخصا من أصحابنا المتدينين قد زوج ابنته مع فقد زوجها وعدم الاطلاع على حاله ، وذكر أن ذلك الفتوى وردت عليه من مولانا ، والمسئول من صدقات سيدي إيضاح هذا الحال وكيف يكون العمل في ذلك وكم تصبر المرأة من المدة ، فبين لنا ذلك جميعا أدام الله نصرك.
الجواب هذه المرأة أن أنفق عليها ولي الزوج صبرت أبدا ، وان لم يكن له ولي ينفق عليها رفعت أمرها إلى حاكم الشرع بحيث يطلبه ويبحث عن أمره أربع سنين ، فان عرف حياته صبرت أبدا وان جهلت حاله أمرها بعد البحث عنه أربع سنين بالاعتداد عند الوفاة ثم تتزوج.
مسألة (١٧٧)
ما يقول سيدنا في الجلود وما يعمل عليها من القرب وغيرها ويشترى من أسواق المسلمين من غير بحث عن شيء من أحوالها من علمنا بأن جميع أهل السوق يستحلون جلود الميتة بعد دبغها ، هل يجوز استعمالها والصلاة فيها والنوم عليها مع ما ذكرناه لغلبة الظن هنا مبيحة للصلاة فيها واستعمالها أم لا ، فان هذا أمر صعب يلزم منه الحرج ، لان الفروة والفراش والدلو والقربة والرواية التي يحمل الماء فيها من البحر وغيره والمداس والرسن والكتب المجلدة وغير ذلك مما لا يحصى كثرة. فأوضح لنا ذلك وسهل علينا سهل الله عليك وأدام عزك.
الجواب إذا أخذ ذلك من يد مسلم وغلب على ظنه التذكية جاز له استعمالها بناء على غلبة الظن القائم مقام العلم في العبادات ، ولو تجرد عن الظن وعلم أن المأخوذ منه يستحل الميتة لم يجز له استعماله.