سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الله تعالى أنه قال « ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره إساءته » ما معنى هذا الترديد وكيف وجه هذا الحديث.
الجواب لو ثبت هذا الحديث لوجب حمله على المجاز الذي من باب استعمال الشيء في مقابلة ضده ، مثل ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ ) (١) وان كان المكر مستحيل من الله تعالى. ولا استبعاد في حمل هذا الحديث على المجاز على هذا النوع ، فان كراهة المؤمن للموت تقتضي عدم كرامة له عند الله تعالى ويقتضي حكمة الله تعالى وهو الموت ، وعدم الخلود لأحد غيره تعالى يقتضي ترجيح موته ، فلهذين السببين سمي ترددا لما لو وقع من البشر كما تقدم في المكر.
مسألة (٢٠)
ما يقول سيدنا الإمام العلامة في الحشيشة التي يأكلها الناس ويقولون انها غير مسكرة لكن يذكرون إنها مضرة بالبدن ، فهل ورد فيها نص في تحريمها بعينها أم هي حرام لكونها مضرة بالبدن ، أم تحرم ان كانت مسكرة وان كانت ليس بمسكرة فليست بحرام ، وهل هي نجسة أم لا.
الجواب المشهور بين الناس أنها مسكرة ، فحينئذ يحرم تناولها لا باعتبار ضررها بالبدن خاصة بل باعتبار إسكارها. ولو فرض أنها مضرة بالبدن حرم تناولها أيضا.
ومع القول بتحريمها لا تكون نجسة ، لان النجس من المسكرات انما هو المائع خاصة.
__________________
(١) سورة آل عمران : ٥٤.