باطلان ، أما الإحباط فلاستلزامه أن يكون الجامع بين الإحسان والإساءة بمنزلة من لم يفعل الإحسان والإساءة ان تساوى ما يستحق من ذم ومدح على إساءته وإحسانه ، أو بمنزلة من لم يحسن ان زاد المستحق على الإساءة ، أو بمنزلة من لم يسيء ان زاد المستحق على الإحسان. واللازم باطل قطعا فالملزوم مثله.
وأما الموافاة فليست عنده شرطا في استحقاق الثواب بالإيمان ، لأن وجوه الأفعال وشروطها التي يستحق بها ما يستحق لا يجوز أن يكون منفصلة عنها ومتأخرة عن وقت حدوثها ، والموافاة منفصلة عن وقت حدوث الايمان ، فلا تكون وجها ولا شرطا في استحقاق الثواب.
وتأول السيد المرتضى رحمهالله هذه الآية بأن المراد ان الذين آمنوا أظهروا الايمان ثم أظهروا الكفر ، وكذا قوله ( يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ) أي بعد إظهار الايمان منكم ، ولا يشترط في الإطلاق اللفظي القطع.
وذهب جماعة من علمائنا الى أن الايمان قد يتعقبه الكفر ، كما أن الكفر قد يتعقبه الايمان ، وجوزوا الإحباط والموافاة.
وفي المسألة مباحث لا يليق ذكرها هنا ، وذكرناها في كتاب نهاية المرام في علم الكلام على الاستقصاء ، فليطلب من هناك.
مسألة (٢)
ما يقول سيدنا الإمام العلامة في المؤمن الكامل الايمان ، هل يجوز له أن يجزم ويقسم بالله أنه من أهل الجنة أم لا ، وهل في ذلك فرق بين المطيع والمؤمن العاصي ، لأن الإيمان حاصل لهما وان كان العاصي قد يعذب ثم هو من أهل الجنة. أفتنا في ذلك مأجورا ، جعلك الله ممن ينقلب إلى أهله مسرورا.
الجواب إذا كان الجزم جزما علميا واعتقد اعتقادا علميا لما هو شرط في