الجامع لكمالات النفس والمؤيد بنظره الثاقب الى حضرة القدس نجم الملة والحق والدين ، أعانه الله على المستعدين بركة أنفاسه الشريفة ، وأدام عليهم نتائج مباحثه الدقيقة اللطيفة ، وما تلطف به من الاعتذار فهو من جملة تطولاته وإحسانه وتكرماته وامتنانه ، فان الواجب على من يعتقد بقلبه الايمان السعي إلى بين يديه وتقبيل قدميه ، لكن لم يزل السيد يسبل الإحسان الى العبد كما يفعل الله الواحد الفرد ، ولم يزل العبد مقصرا في حق مولاه كما يفعل الإنسان مع الله الذي خلقه فسوّاه ، فمولانا أحق بقبول الاعتذار مع اقتداره وأولى من ستر عيوب عبده وعواره.
وأما مولد العبد فالذي وجدته بخط والدي قدس الله روحه ما صورته : ولد المولود المبارك أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر ليلة الجمعة في الثلث الأخير من الليل سابع عشرين (١) رمضان سنة ثمان وأربعون وستمائة.
وأما مولد عبده محمد فكان قريب من نصف الليل ليلة العشرين من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وستمائة ، أطال الله عمره ورزقه الله تعالى العيش الرغيد والعمر المزيد المديد بمحمد وآله أجمعين ، وفقه الله تعالى وإيانا للقيام بما يجب عليه وعلينا من نشر صالح الدعاء انه قريب مجيب.
مسألة (١)
ما يقول سيدنا في قول أصحابنا ان التكليف لا يكون على جهة الإلجاء ، وقد نطق الكتاب العزيز بخلاف ذلك ، وهو قوله تعالى ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ ) (٢) ذكر المفسرون في
__________________
(١) تاسع عشرين ـ كذا في الخلاصة.
(٢) سورة الأعراف : ١٧١.