ولما كان من سلالة تلك الذريعة العلوية وأولاد العترة الهاشمية من كملت نفسه في قوتيها العلمية والعملية ، وهو السيد الكبير النقيب الحسيب النسيب المعظم المرتضى ، فخر السادة وزين السيادة ، معدن المجد والفخار والحكم والآثار ، الجامع للقسط الأوفى من فضائل الأخلاق ، الفائز بالسهم المعلى من طيب الاعراق ، مزين ديوان القضاء بإظهار الحق على المحجة البيضاء عند ترافع الخصماء ، نجم الملة والحق والدين مهنى بن سنان الحسيني القاطن بمدينة جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ، الساكن مهبط وحي الله سيد القضاة والحكام رئيس الخاص والعام ، شرّف أصغر خدمه وأقل خدامه برسائل في ضمنها مسائل دالة على جودة قريحته ، وكمال فطنته ، وكشف عن حدسه الصائب وفكره الثاقب ، طالبا لجوابها المشتمل على دخول الدار فمن غير بابها ، واقتضت حكمين متنافيين وقولين متضادين حسن الأدب وإساءته ، فامتثلت باعتبار طاعة السائل وعدم مخالفته ، وقد غلب ذكر الجواب تحصيلا للذة الخطاب ، فان وافق نظره الشريف فهو المطلوب والا فهو أولى من ستر العوار.
مسألة (١)
ما يقول سيدنا الإمام العلامة أحسن الله اليه وأسبغ نعمه عليه في المؤمن هل يجوز أن يكفر والعياذ بالله من بعد ايمانه أم لا يجوز ، وما حجة من يقول انه لا يكفر مع قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ) (١) وقوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ) (٢) فأثبت سبحانه الايمان في هاتين الآيتين الكريمتين وأشباههما
__________________
(١) سورة النساء : ١٣٧.
(٢) سورة آل عمران : ١٠٠.