فهو صادق ، فقال جماعة ـ وهم الشيخ (١) على ما حكى عنه ، وابن سعيد (٢) ، والعلامة (٣) قدسسرهما على ما في الجواهر (٤) ، بل حكى في الجواهر عن فخر الإسلام أنّه حكى عن والده نسبته إلى الأصحاب (٥) ـ أنّه إقرار ويلزمه ما ادّعاه المدّعي ، وذكروا لكون هذا الكلام إقرارا وأنّه يلزمه ما ادّعاه المدّعي وجوها :
منها : ما ذكره المحقّق في الشرائع : أنّه إذا صدق يلزمه الحقّ وإن لم يشهد. (٦)
بيان ذلك : أنّه أقرّ بصدق الشاهد إذا شهد ، ومعلوم أنّ شهادة ذلك الشاهد لا أثر لها في صدقه ، بل صدقه معلول سبب ثبوت ذلك الشيء على المقرّ ، فصدق الشاهد على تقدير شهادته معناه أنّ ذلك السبب موجود ، فحيث أنّه أقرّ بصدق الشاهد على تقدير شهادته فأقرّ بوجود ذلك السبب على ذلك التقدير ، وحيث أنّ ذلك التقدير أجنبي عن وجود ذلك السبب ، فيكون إقراره بوجود السبب مطلق سواء شهد أو لم يشهد.
وهذا هو المراد من قول المحقّق قدسسره « إذا صدق يلزمه الحقّ وإن لم يشهد » أي ليس للشهادة تأثير في صدقه ، أو عدمها في كذبه ، بل مناط صدقه وكذبه وجود سبب الثبوت وعدم وجوده.
ومنها : أنّ ما يدّعيه المدّعي عليه إمّا ثابت عليه في الواقع ، أو ليس بثابت. وعلى الثاني ، فعلى تقدير الشهادة أيضا ليس بصادق ، فصدقه على تقدير الشهادة متوقّف على ثبوت ما يدّعيه المدّعي في الواقع ، فإقراره بصدق الشاهد على تقدير الشهادة
__________________
(١) « المبسوط » ج ٣ ، ص ٣٦.
(٢) « الجامع للشرائع » ص ٣٤٠.
(٣) « قواعد الأحكام » ج ١ ، ص ٢٧٧.
(٤) « جواهر الكلام » ج ٣٥ ، ص ٩.
(٥) « إيضاح الفوائد » ج ٣ ، ص ٤٢٣ ـ ٤٢٤.
(٦) « شرائع الإسلام » ج ٣ ، ص ١١٠.