الله قدّر عليهم المعاصي وعذّبهم عليها (١).
وعنه أيضا : روى صاحب الفائق وغيره من علماء الإسلام عن محمّد بن علي المكي بإسناده قال : إنّ رجلا قدم على النبي صلىاللهعليهوآله فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني بأعجب شيء رأيت ، فقال : رأيت قوما ينكحون أمّهاتهم وبناتهم وأخواتهم ، فإذا قيل لهم : لم تفعلون ذلك؟ قالوا : قضاء الله تعالى علينا وقدره ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : سيكون من أمّتي أقوام يقولون مثل مقالتهم ، أولئك مجوس أمّتي (٢).
وروى صاحب الفائق وغيره عن جابر بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوآله : يكون في آخر الزمان قوم يعملون المعاصي ويقولون : إنّ الله تعالى قد قدّرها عليهم ، الرادّ عليهم كشاهر سيفه في سبيل الله (٣).
وعنه أيضا : روي أن رجلا سأل جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام عن القضاء والقدر ، فقال : ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه ، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله. يقول الله للعبد : لم عصيت؟ لم فسقت؟ لم شربت الخمر؟ لم زنيت؟ فهذا فعل العبد. ولا يقول له : لم مرضت؟ لم قصرت؟ لم ابيضضت؟ لم اسوددت؟ لأنّه من فعل الله تعالى (٤).
وعن كنز الفوائد للكراجكي عن أيّوب بن نوح عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خمسة لا تطفأ نيرانهم ، ولا تموت أبدانهم : رجل أشرك ، ورجل عقّ والديه ، ورجل سعى بأخيه إلى السلطان فقتله ، ورجل قتل نفسا بغير نفس ، ورجل أذنب وحمل ذنبه على الله عزّ وجلّ (٥).
وفي البحار أيضا عن رسالة أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه في الردّ على أهل الجبر والتفويض : ... فأمّا الجبر الذي يلزم من دان به الخطاء فهو قول من زعم أنّ الله جلّ
__________________
(١) البحار ٥ : ٤٧.
(٢) البحار ٥ : ٤٧.
(٣) البحار ٥ : ٤٧.
(٤) البحار ٥ : ٥٩.
(٥) البحار ٥ : ٦٠.