وعن تفسير عليّ بن إبراهيم بسنده الصحيح عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا ، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم. وقال : أتى جبرئيل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأخذه فأخرجه إلى البقيع ، فانتهى به إلى قبر فصوّت بصاحبه فقال : قم بإذن الله ، فخرج رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : الحمد لله والله أكبر ، فقال جبرئيل : عد بإذن الله. ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن الله فخرج منه رجل مسودّ الوجه وهو يقول : يا حسرتاه يا ثبوراه ، ثمّ قال له جبرئيل : عد إلى ما كنت فيه بإذن الله. فقال : يا محمّد هكذا يحشرون يوم القيامة ، والمؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى (١).
وفي لآلي الأخبار عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، قال : فنبتت أجساد الخلائق كما تنبت البقل ، فتتدانى أجزاؤهم التى صارت ترابا بعضها إلى بعض بقدرة العزيز الحميد ، حتى إنّه لو دفن في قبر واحد ألف ميّت وصار لحومهم وأجسادهم وعظامهم النخرة ترابا مختلطة بعضها في بعض لم يختلط تراب ميّت بميّت آخر (٢).
وفي الكافي بسنده عن عمّار بن موسى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سئل عن الميّت يبلى جسده؟ قال : نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها فإنّها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أوّل مرّة (٣).
وما ورد في تفسير قوله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) (٤) ، وهي عدّة روايات منها : خبر زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال : تبدّل خبزة نقيّة يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من الحساب ، فقال له قائل : إنّهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب ، قال : إنّ الله خلق ابن آدم أجوف ، فلا بدّ له من الطعام والشراب ، أهم أشدّ شغلا يومئذ أم من في النار؟ فقد
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ : ٢٥٣ ، وعنه البحار ٧ : ٣٩.
(٢) لآلي الأخبار ٥ : ٦٠.
(٣) الكافي ٣ : ٢٥١ ، البحار ٧ : ٤٣.
(٤) إبراهيم ٤٨.