وما شرع من الأقوال والأفعال في الصلاة التي هي معراج المؤمن ..
وما روي بأسانيد صحيحة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في معراجه الذي هو من أفضل مقامات القرب والوصول إلى الله تعالى من المكالمات (١) ..
مقتضى جميعها بل مقتضى صحة بعث الرسل وإنزال الكتب والوعد والوعيد ، وخروجها عن اللغوية والعبثية ، ومقتضى حكم العقل والفطرة بل ضرورة الأديان ، وكذا موضوع المزايلة المنفيّة عنه تعالى في الروايات المباركة هي المغايرة بينه تعالى وبين مخلوقاته حقيقة لا اعتبارا. إلاّ أن يحرّف كلم القرآن وما ورد عن خلفاء الرحمن عن مواضعها وتؤوّل متشابهاتها إلى خلاف ما دلّت عليه محكماتها ، كما اتّفق ذلك لكثير منهم.
ومما هو كالصريح في رد هذا التوهم قوله تعالى : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) (٢).
وما روي من قول الإمام الباقر عليهالسلام : كلّ ما ميّز تموه بأوهامكم في أدقّ معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم (٣). فإنّ تمييز المطلق عن المقيد وتوصيف الباري تعالى شأنه بأنه حقيقة الوجود المطلق عن جميع القيود ، وأنّ البريّة هي الوجودات المحدودة بحدود عدمية من دقائق المعاني المنفية عنه تعالى كما في غيره أيضا من الروايات المباركة ، منها :
قول أمير المؤمنين عليهالسلام على ما في البحار عن التوحيد والخصال بسندهما عن المقدام بن شريح الهاني عن أبيه ، قال : إنّ أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إنّ الله واحد؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي! أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب؟! فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ، ثم قال : يا أعرابي! إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله
__________________
(١) راجع البحار ١٨ : ٢٨٢.
(٢) الحديد ٤.
(٣) الأربعين للشيخ البهائيّ ١٧.