الاتحاد لم يثبت ، لاحتمال تعددهما واشتراكهما في بعض الرواة والمروي عنهم لوحدة الطبقة ، فعلى هذا لا بدّ من الحكم بوثاقة السند من هذه الجهة وإن كان ضعيفاً من جهة جعفر بن سليمان.
نعم ، ذكر ( مدّ ظله ) عند التعرض لترجمة علي بن السندي أنه قد تقدم في ترجمة علي بن إسماعيل بن شعيب أن علي بن إسماعيل في هذه الطبقة ينصرف إلى علي بن إسماعيل بن شعيب ، وهذا ينافي ما قدّمنا نقله فراجع تمام كلامه وتأمّل في جهاته وأطرافه (١).
وإلى هنا تحصل أن صحيحة البزنطي المؤيدة برواية عبد الأعلى مما لا معارض لها ومن هنا مال المحقق الأردبيلي قدسسره إلى وجوب مسح الأصابع كلها بالكف (٢) ، وذكر صاحب المفاتيح أنه لولا الإجماع على خلافه لكان القول به متيقناً (٣) ، هذا.
ومع ذلك كله الصحيح هو ما ذهب إليه المشهور في المسألة ، من كفاية المسمّى في مسح ظاهر الرجلين بحسب العرض ، وذلك لعدم إمكان الاعتماد على صحيحة البزنطي من وجوه :
الأوّل : أن الصحيحة على ما في الوسائل المطبوعة جديداً مشتملة على لفظة « بكفيه » (٤) كما أن نسخة التهذيب أشبه أن تكون كذلك (٥) وقد نقلت الرواية في الوافي مشتملة على لفظة « بكفه » (٦) ، فعلى تقدير أن تكون الرواية مشتملة على لفظة « بكفيه » يتعيّن حملها على التقيّة ، لأن الظاهر المتفاهم لدى العرف من مسح الرجل
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١٣ : ٥٠ ٥٢.
(٢) مجمع الفائدة والبرهان ١ : ١٠٦.
(٣) مفاتيح الشرائع ١ : ٤٤.
(٤) الوسائل ١ : ٤١٧ / أبواب الوضوء ب ٢٤ ح ٤.
(٥) لاحظ التهذيب ١ : ٦٤ / ١٧٩ ، ٩١ / ٢٤٣.
(٦) الوافي ٦ : ٢٨٤.