وممّا ينبغي التنبيه عليه في المقام أنّ مشايخ النجاشي كلّهم موثقون بتوثيقه ، حيث صرّح في مورد بأنّ الرّجل لم يكن مورداً للاعتماد فتركت الرواية عنه (١) فدلّ هذا التصريح على أن كلّ من يروي عنه النجاشي من دون واسطة فهو موثق عنده وموثوق برواياته. وقد وجدنا في كتابه روايته عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، ومقتضى ذلك هو الحكم بوثاقته كبقيّة مشايخه ، إلاّ أنّه بالتدقيق ظهر أنّ النجاشي قدسسره لم يدرك زمن أحمد بن محمّد بن يحيى ، وأنّه ينقل عنه مع الواسطة في مائة وخمسين مورداً على ما عثرنا عليه ، وفي الغالب يكون الواسطة بينهما هو ابن شاذان أعني محمّد بن علي بن شاذان وأحمد بن شاذان ، وبه ظهر أنّ النسخة مغلوطة جزماً وأنّه ليس الرجل من مشايخ النجاشي فهو ضعيف لعدم توثيقه.
وثانيتهما : اشتمال سند الرواية على أحمد بن الحسين ، لأنّه المعروف بـ « دندان » الّذي يروي عن فضالة ويروي عنه محمّد بن علي بن محبوب ، وهو غير موثق ، هذا بناءً على نسخة الوافي (٢) والوسائل.
وقد نقل في جامع الرواة سند الرواية هكذا : محمّد بن علي بن محبوب عن أحمد عن الحسين عن فضالة (٣). وأحمد هذا قد يكون أحمد بن محمّد بن عيسى أو يكون أحمد بن محمّد بن خالد ، ولا يحتمل غيرهما بقرينة نقل ابن محبوب عنه ، وعلى كل فهو معتمد عليه ، كما أنّ الحسين هو ابن سعيد بقرينة روايته عن فضالة ، فالسند على هذا صحيح من هذه الجهة. ومن كان يعتمد على أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار لا بدّ أن يعتمد على هذه الرواية لاعتبارها.
ولعلّ كون ابن يحيى مورداً للاعتبار عند صاحب الحدائق قدسسره أوجب
__________________
(١) راجع قول النجاشي في [ رجال النجاشي : ٨٥ / ٢٠٧ ] ترجمة أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن عيّاش ( عباس ) الجوهري ، وكذلك في [ ٣٩٦ / ١٠٥٩ ] ترجمة محمّد بن عبد الله أبي المفضل الشيباني ، وغيرهما.
(٢) الوافي ٦ : ٥٧٤ / ٤٩٦٤.
(٣) جامع الرواة ١ : ٤٧.