ذكر جملة من الروايات :
ومن جملة الروايات : ما رواه أبو بصير قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوم كانوا في سفر فأصاب بعضهم جنابة وليس معهم من الماء إلاّ ما يكفي الجنب لغسله ، يتوضؤون هم هو أفضل أو يعطون الجنب فيغتسل وهم لا يتوضؤون؟ فقال : يتوضؤون هم ويتيمّم الجنب » (١) وهي على عكس الرواية السابقة.
والظاهر أن سندها صحيح ، لأن وهيب بن حفص وإن كان مردّداً بين الثقة والضعيف إلاّ أنّ الظاهر كونه الثقة في سند الرواية ، لشهادة النجاشي على أنّ الراوي لكتاب وهيب بن حفص هو محمّد بن الحسين (٢) مثل ما في هذا السند.
هذا على أنّ الظاهر أن ( وهيب ) شخص واحد ، لا أنّه متعدد أحدهما موثق وثانيهما ضعيف ، وذلك لأن منشأ توهم التعدد أنّ النجاشي عنون وهيب بن حفص الجريري ووثقه وقال فيه : إن له كتباً ، وعدّ جملة منها وقال : يرويها عنه محمّد بن الحسين ، فقال النجاشي : أو النخاس ، ذكره سعد (٣) أي سعد بن عبد الله الأشعري فتوهّم من هذه العبارة أنّ النخاس غير الجريري ، وأنّ النجاشي قد وثق الجريري دون النخاس.
ولكن الصحيح أنّ الأمر ليس كما توهم ، بل مراد النجاشي من قوله : ذكره سعد أن توصيف وهيب بن حفص بالنخاس مذكور في كلام سعد لا أنّه شخص آخر ذكره سعد. فهو رجل واحد قد يذكر موصوفاً بالنخاس كما ورد في كلام سعد بن عبد الله وقد يذكر من دون توصيفه بالنخاس.
ويدلُّ على ذلك أنّ الشيخ ذكر في فهرسته وهيباً ووصفه بالنخاس (٤) ولم يذكر
__________________
(١) الوسائل ٣ : ٣٧٥ / أبواب التيمّم ب ١٨ ح ٢.
(٢) لاحظ رجال النجاشي : ٤٣١ ، حيث لم ترد فيه هذه الشهادة ، نعم ذكر ذلك الشيخ في الفهرست : ١٧٣ / ٧٥٨.
(٣) رجال النجاشي : ٤٣١.
(٤) لاحظ الفهرست : ١٧٣ / ٧٥٨.