على الرغم من كثرة الكتب المؤلّفة في غيبة الإمام المهدي عليهالسلام قبل حصولها ، وكثرة الأحاديث الواردة في بيان هوية الإمام المهدي ، وغيبته ، وطول عمره الشريف قبل ولادته بعشرات السنين ، وانتشار العقيدة المهدوية في الوسط الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى ـ انتشاراً واسعاً ... على الرغم من كل ذلك بقي علم الكلام الإسلامي في عصر الإمام الصادق عليهالسلام بكل اتجاهاته خالياً تماماًً من اية إثارة بخصوص الإمام المهدي عليهالسلام ، هذا في الوقت الذي تناول فيه شتى المباحث الكلامية في التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والإمامة ، والمعاد ، وغيرها.
والسرّ في ذلك .. أنه لم تكن هناك ثمة شبهات كيبرة تذكر في زمان الإمام الصادق عليهالسلام بشأن الغيبة والغائب ، خصوصاًً وإن الإمام المهدي عليهالسلام لم يكن مولودا في ذلك الحين ولم تبتل الأمة بغيبته الطويلة التي صارت فيما بعد مثاراً اللجدل. هذا إذا ما استثنينا بعض المحأولاًًت المنحرفة التي كانت تستهدف استغلال عقيدة الأمة بمهديها فادّعت المهدوية زوراً وبطلاناً ، وتصدّى لها إلإمام الصادق عليهالسلام بكل قوّة حتى قبرت وهي في مهدها.