هذا الأمر من جاز الأربعين » (١).
وأصرح منه قوله عليهالسلام : « يزعمون إني أنا المهدي ، وإني إلى أجلي أدنى إلى ما يدّعون » (٢) وهذا الحديث يعرب عن علمه عليهالسلام بما سيقوله سفهاء الناووسية بعد وفاته ؛ إذ لم نجد من زعم له ذلك في حياته.
وسأله آخر ـ كما في رواية خلّاد الصفار ـ قائلاً : هل وُلِدَ الإمام المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً؟ فأجابه عليهالسلام بقوله : « لا ، ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي » (٣).
وأما عن النص الوارد عن الإمام الصادق عليهالسلام في إمامة ابنه الكاظم عليهالسلام من بعده ، فهو كثير ، إذ طالما أعلم الشيعة بذلك مخاطباً لهم بقوله عليهالسلام : « الإمام من بعدي ابني موسى » (٤).
هذا فضلاً عن العلم اليقيني بوفاة الإمام الصادق عليهالسلام في المدينة المنورة ( سنة / ١٤٨ هـ ) ، وهو الأمر الذي أجمعت عليه الأمة بأسرها ، فكيف يكون بعد كل هذا هو المهدي الموعود به في آخر الزمان؟.
وإذا ما أضيف إلى هذا دوره عليهالسلام في تشخيص من هو الإمام المهدي عليهالسلام ، كما مرّ مفصلاً ، اتضح فساد مقولة الناووسية وغيرها من
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ١٨٨ ـ ١٨٩ / ٥٦.
٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتقي الهندي : ١٧٤ / ١٢ باب ١٢ أخرجه عن المحاملى في أماليه.
٣ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤٥ / ٤٦ باب ١٣.
٤ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٣٤ / ٤ باب ٣٣ ، وانظر : أصول الكافي ١ : ٣٠٧ ـ ٣١١ / ١ ـ ١٦ باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليهالسلام ، من كتاب الحجّة.