الخلاصة
اكتسبت غيبة الإمام المهدي عليهالسلام أهمية خاصة باعتبارها واحدة من أُمّهات المسائل الكبرى في تاريخ الفكر الشيعي ؛ لارتباطها العضوي بعقيدة النصّ والتعيين من جهة ، واتّصالها الوثيق بحياتنا المعاصرة من جهة أُخرى ، فضلاً عمّا تركته من مسائل تعبّدية محضة تقوم على أساس فكرة الانتظار ، مما انعكس هذا بطبيعته على سلوك المنتظر وتصرّفه ، واطّراد هذا على مجمل علاقاته بالفرد والمجتمع والدولة.
ولثراء مفهوم الغيبة بحيث طفح على لسان الشريعة بشكل واضح ، حتى كُتبت مصنّفات كثيرة في الغيبة قبل أوانها. صار استجلاء عمقها ، وبيان أصالتها ومفروضاً في بحث كهذا ، الأمر الذي أدّى إلى رصد المنهج الذي استخدمه الإمام الصادق عليهالسلام في موضوع الغيبة قبل حدوثها على أرض الواقع ، وما سبق ذلك من محاولة إعادة تشكيل وعي الأمة من جديد ، وتعبئة أكبر ما يمكن من طاقات أفرادها للنهوض بمهمّة التغيير الكبرى ، على أثر ما حصل في ظل الدولتين ( الأمويّة ، والعباسيّة ) من انحراف خطير ، كان من جملته بروز دعاوى المهدوية الباطلة التي أدركها الإمام الصادق عليهالسلام وعاصر بعضها.
ومن هنا قام الإمام الصادق عليهالسلام بمسؤليته ـ كإمام مفترض الطاعة ـ