خير قيام ، فبين أولاًً زيف تلك الدعاوى ، وقام بتمهيد المفهوم الصحيح للغيبة والغائب ؛ إذ وجد عليهالسلام من معنى غياب الإمام المهدي عليهالسلام عن السّاحة فجاة ـ ما لم يتم التّمهيد له وبشكل مكثّف ـ يعني تشتّت القاعدة أو تشر ذمها. فكان لابد من ترويض القاعدة على قبول الغيبة عند حدوثها. وهو ما قام به الإمام الصادق عليهالسلام وأوضحه بجلاء. وقد تبيّن هذا في البحث بنوع من التفصيل.
ومن ثَمَّ ، فإن الإخبار عن الشيء قبل حدوثه كان ظاهرةً معروفة في عهود أهل البيت عليهمالسلام كافة ، ولم تكن ظاهرة جديدة في إخبارات الإمام الصادق عليهالسلام ، الأمر الذي تطلَّب منّا التعرض على إبطال ما قد يُدّعى من أن نسبة إخبار أولياء الله عزّوجلّ بالشيء قبل حدوثه إلى علم الغيب المنفي عن غير الله تعالى ، بمخالفة تلك النسبة لما هو عند جميع المسلمين ، زيادة على ما فيها من إنكار لشيء مادي ملموس ، وهو الكتب المؤلّفة في الغيبة قبل حصولها بزمان كثير. فضلاً عن كثرة شهادات المتقدمين من أعلام الإمامية ـ في الغيبة الصغرى أو بعدها ـ على وجود تلك الأخبار في الكتب المؤلّفة قبل زمان الغيبة بعشرات السنين ، زيادةً على نقل بعضهم من هذه الكتب ، وتسميتها ، وتسمية مؤلفيها صراحة ، وهو ما سجله البحث موثّقاً.
كما برهن البحث على أن الإمام الصادق عليهالسلام لم يقتصر في التّمهيد لمفهوم الغيبة بما لا يمكن معه معرفة من هو الغائب بالتحديد ؛ كما قد يُدّعى من أحاديث الغيبة عند الإمام الصادق عليهالسلام قد اتّصفت بالإجمال ولم تشخص غائباً معيّناً!! وإنّما تناول عليهالسلام في عرض مكوّنات الوحدة