الموضوعية للغيبة مسائل شتى ، حتى صار معها الإجمال الوارد في بعض احاديثه عليهالسلام مختزناً للتفصيل ، وعاد في غنىً عما يوضّحه أنّ الخارج ؛ لوضوح عدم انطباق أيٍّ من تلك المكونات التي وُصِفت بالإجمال ـ كحديث الغيبتين وغيره ـ على شخص آخر غير الإمام الثاني عشر عليهالسلام.
هذا فضلاً عمّا قام به الإمام الصادق عليهالسلام من دفع مضنّة الاختلاف في الإجمال في دلالته على شخص ، معين ، فثّبت أولاًً أصل القضية المهدية ، ثم بيّن حكم من انكر هذا الأصل ، واكد وقوع الغيبة بالامام الثاني عشر من اهل البيت عليهمالسلام ، وأمر بعدم إنكارها ، ونهى عن الانحراف في زمانها ، ولزوم التصديق بها ، ووجوب الثبات على الولاية في زمن الغيبة ، مع التصريح بوجود غيبتين للإمام المهدي عليهالسلام : قصيرة وطويلة ، والكشف عن حال الناس فيهما ووجوب الانتظار ، وتبيين من هو الغائب جملة وتفصيلا ، بالانطلاق من كونه من ذريّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من ولد على وفاطمة عليهماالسلام ، ومنه التاسع من ولد الإمام الحسين عليهمالسلام ، وهو ثاني عشر الأئمّة عليهمالسلام ، ومن وُلْدِه ، من ذريّة ابنه موسى بن جعفر عليهماالسلام ، مع تأكيد كونه الخامس من ولد السابع ، والتصريح بخفاء ولادته ، وشك الناس فيها ، وألإشارة إلى ماسيجرى عليه من أقرب المقربين إليه ، وتشبيه ذلك بما جرى ليوسف الصدّيق عليهالسلام على يد أخوته ، ثم بيان هويّته الكاملة بكل دقة وتفصيل بذِكر اسمه الصريح ، وكنيته ، واسم أبيه ، وبين حسبه الزكي ، ونسبه الشريف.
ولم تَفْتُ الإمام الصادق عليهالسلام الإجابة المحكمة على ما سيُثار ـ في