للمتكبرين عليهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي .. الحديث » (١).
٤ ـ وعن سماعة بن مهران قال : « كنتُ أنا وأبو بصير ، ومحمد بن عمران ـ مولى أبي جعفر عليهالسلام ـ في منزل بمكة ، فقال محمد بن عمران : سمعتُ أبا عبد الله عليهالسلام يقول : نحن اثنا عشر مهدياًً. فقال له أبو بصير : تالله ، لقد سمعتُ ذلك من أبي عبد الله عليهالسلام؟ فحلف مرَّة أو مرَّتين أنّه سمع ذلك منه ، فقال أبو بصير : لكنّي سمعته من أبي جعفر عليهالسلام » (٢).
ويستفاد من مجمل هذه الأحاديث أمور ، وهي :
الأول : إنّ عدد الخلفاء أو الأمراء أو الأئمة لا يتجأوز الاثني عشر وكلهم من قريش بلا خلاف بين الفريقين. وهذا العدد منطبق مع ما تعتقده الشيعة الإمامية بعدد الأئمة ، وهم كلهم من قريش.
وأما التعبير بـ ( الأمراء أو الخلفاء ) فهو وإن لم ينطبق في الظاهر على مقولة الإمامية إلاّ من المقصود بذلك ليس الإمرة القسرية أو الاستخلاف بالقوة وإنّما المراد بذلك هو من يستمدّ سلطته من الشارع المقدّس ، ولا ينافي ذهاب السطلة عن أهل البيت عليهمالسلام في واقعها الخارجي ؛ لتسلّط الآخرين عليهم. وفي كلام النوربشتي ما يشير إلى هذه الحقيقة ، قال : « السبيل في هذا الحديث وما يتعقّبه في هذا المعنى أنه يُحَمل على المقسطين
__________________
١ ـ إكمال الدين ١ : ٢٨١ / ٣٣ باب ٢٤ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٦٦ / ٣٢ باب النصوص على الرضا عليهالسلام بالأئمة الاثني عشر عليهمالسلام.
٢ ـ أصول الكافي١ : ٥٣٤ ـ ٥٣٥ / ٢٠ باب ١٢٦ ، وإكمال الدين ٢ : ٣٣٥ / ٦ وذيل الحديث نفسه أيضاًً.