منهم فإنهم هم المستحقّون لاسم الخليفة على الحقيقة ... » (١).
الثاني : إنّ هؤلاء الاثني عشر معنيون بالنصّّ كماهو مقتضى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل ، قال تعالى : ( ولقدْ أخذَ اللهُ ميثاقَ بني إسرائيلَ وبعثنا منهم اثني عَشَرَ نقيباً ) (٢).
الثالث : إنّ هذه الأحاديث تفترض عدم خلّو الزمان من الاثني عشر جميعاًًً ، وأنّه لابدّ من وجود أحدهم ما بقي الدين إلى أن تقوم الساعة.
ويؤيّده ما أخرجه البخاري بسنده ، عن عبد الله بن عمر ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان » (٣).
وأخرجه مسلم في صحيحه أيضاًً وبلفظ : « لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان » (٤).
وهو كما ترى ينطبق تمام الانطباق على ما تقوله الشيعة الإمامية بأنّ الإمام الثاني عشر ( المهدي عليهالسلام ) حيّ كسائر الأحياء ، وأنّه لابدّ من ظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاًًً وعدلاً كما ملئت ظلماًًً وجوراًًً على وفق ما بشّر به جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله وآباؤه الأطهار عليهمالسلام.
__________________
١ ـ عون المعبود في شرح سنن أبي داود / النوربشتي ١١ : ٢٦٢ / ٤٢٥٩.
٢ ـ سورة المائدة : ٥ / ١٢.
٣ ـ صحيح البخاري : ح ( ٣٥٠١ ) كتاب المناقب ، باب مناقب قريش.
٤ ـ صحيح مسلم : ح ( ١٨٢٠ ) كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش.