الحسن العسكري عليهالسلام الذي راح شهيداً على يد عُتاة بني العبّاس؟
إن القواعد التي عرفتها طلائع التشيع قبل ولادة الإمام العسكري عليهالسلام بعشرات السنين تأبى من قبول أي تسويف أو تأويل متعسف حيال هوية ابنه الإمام الثاني عشر عليهالسلام.
نعم ، قد يقال ، بأن هذا من الناحية النظرية مقبول إلى حد ما ، ولكن يجب تحقّقه في مساحة الواقع التاريخي بولادة الحجة ابن العسكري عليهالسلام ، حتى تكون النظرية قابلة للتطبيق!
وللإجابة على هذا التساؤل نحتاج إلى بسط عريض يبعدنا عن أصل الموضوع ، ومع هذا فلن نهمله دون الإشارة السريعةإلى ما يثبت ولادة الإمام المهدي عليهالسلام ، فنقول باختصار شديد :
بلغ مجموع من اعترف بولادة الإمام المهدي عليهالسلام من علماء العامة فقط وبحسب ما قمنا به من إحصاء سابق مائة وثمانية وعشرين عالماً ، وقد ذكرنا في ذيل كل اسم ما يدل على اعترافه بكل دقة وتفصيل. وهم لم يعترفوا بولادة ابن الحسن العسكري عليهالسلام بناءً على تلك القواعد ، وإنّما اعترفوا بذلك على أساس متين من الواقع التارخي لحدث الولادة المباركة.
وأما مجموع من رأى الإمام المهدي عليهالسلام في حياة أبيه الإمام العسكري عليهالسلام فقد بلّغ بأحصائنا تسعة وسبعين نفراً ، وذكرنا من وكلائه عليهالسلام أنّ أهل آذربيجان ، والآهواز ، وبغداد والكوفة ، وقم ، ونيسابور ، وهمدان زهاء ثلاثة عشر شخصاًً (١) ، هذا فضلاًً عمّا خرج من
__________________
١ ـ راجع كتابنا دفاع عن الكافي ١ : ١٦٧ ـ ٦١١ من الباب الأول.