حقاً.
ونظير الرواية المذكورة في الصحّة ، ما أخرجه ثقة الإسلام الكليني بسند صحيح ، عن بشير الكناسي ، قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم ومنكر الناس وهو الحق ، إن الله اتّخذ محمداً صلىاللهعليهوآله عبداً قبل من يتخذه نبياً ، وإن علياً عليهالسلام كان عبداً ناصحاً لله عزّوجلّّ فنصحه ، وأحبّ الله عزّوجلّ فأحبه. إن حقّنا في كتاب الله بيّن ، لنا صفو المال ، ولنا الانفال ، وإنا قوم فرض الله عزّوجلّ طاعتنا ، وإنكم تأتمّون بمن لا يُعذر الناس بجهالته. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ) ، عليكم بالطاعة .. » (١).
هذا ، وأما من ادّعى من المراد بالإمام الذي من لا يعرفه سيموت ميتة جاهلية هو السطان أو الحاكم أو الملك ونحو ذلك وإن كان فاسقاً ظالماً كما هو حال سلاطين بني امية وبني العباس ، أو طاغية مستبداً كما هو عليه واقعنا المعاصر ، فعليه من يثبت بالدليل من معرفة هذه النماذج القذرة من الدين أولاًً ، ثم يبيّن للعقلاء الثمرة المترتبة على وجوب معرفة الظالم الفاسق الطاغية المستبد بحيث يكون من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
ومن عظيم ما يُروى فيمن ادّعى ذلك : الصحيح الوارد عن
__________________
١ ـ روضة الكافي ٨ : ١٢٨ ـ ١٢٩ / ١٢٣.