ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « ثلاثة لا يكلمهم لله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب ألىم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد أوصياءً من الله ، ومن زعم من لهما في الإسلام نصيباً » (١).
إن دلالة ما مرّ على ضرورة معرفة الإمام الحق الذي أمر الله تعالى بطاعته ، لا تتمّ في زماننا هذا إلاّ مع القول بولادة الإمام المهدي الحجة ابن الحسن العسكري عليهالسلام وغيبته واعتقاد ظهوره في آخر الزمان ليملأ الدنيا قسطاًً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماًً وجوراًً.
ولا يخفى من المراد من هذه القاعدة ليس مجرد معرفة الإمام باسمه ونسبه مثلاً ، وإنما المطلوب إلى جانب المعرفة تلك : طاعة الإمام ، وعدم مخالفته بشيء ، والردّ إليه ، والتسليم له.
وفي الصحيح الثابت ما قاله إمامنا الصادق عليهالسلام لزيد الشحام : « أتدري بما أمروا؟ أُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا » (٢).
وفي الصحيح عن أبي بصير قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أرأيت الرادَّ عليَّ هذا الأمر كالرادِّ عليكم؟ فقال عليهالسلام : يا أبا محمد! من رد عليك هذا الأمر فهو كالرادّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله » (٣).
__________________
١ ـ اُصول الكافي ١ : ٣٧٣ / ٤ باب من ادّعى الإمامة وليس لها بأهل.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ ـ ٥٢٦ / ٣٢ باب ، ٢٠ ( من الجزء العاشر ).
٣ ـ المحاسن : ١٨٥ / ١٩٤.