٨ ـ وعن أبي بصير ، قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ سنن الأنبياء عليهمالسلام بما وقع بهم في الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».
قال أبو بصير ، فقلت : يا ابن رسول الله! ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال : « يا أبا بصير هو الخامس من وُلْد ابني موسى ، ذلك ابن سيدة الإماء ، يغيب غيبةً يرتاب فيها المبطلون ، ثم يظهره الله عزّوجلّ ، فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهالسلام فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ولاتبقى في الأرض بقعهٌ عبد فيها غير الله عزّوجلّ إلاّ عبد الله فيها ، ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون » (١).
لقد مرّت شذرات متفرقة تشير إلى هذا الأسلوب أيضاًًً ، والمراد به : التصريح يالهوية بحسب ما يقتضيه مقام السائل وعقلية المستمع يومذاك ، وما يحيط بالإمام من ظروف يترك تقديرها للإمام نفسه عليهالسلام ، فضلاًًً عمّا تقتضيه المصلحة التي ينظرها الإمام ، او يتو خّاها من خلال هذا الأُسلوب.
ولهذه الاعتبارات المتعدّدة لم يجر التصريح بهوية الإمام المهدي عليهالسلام على نسق واحد ، إذ تارة يكون بتحديد الهوية من طرفها البعيد ، وتارة اُخرى يقرّب التحديد ، وثالثة يشتدّ قربا والتصاقا بالهوية الشخصية للإمام
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٤٥ ـ ٣٤٦ / ٣١ باب ٣٣.