الموعود عليهالسلام.
وبعبارة اُخرى إن هناك جملة وافرة من احاديث الإمام الصادق عليهالسلام الواردة في مقام التصريح بالهوية ، ومع هذا فلم ينفك عن بعضها الاجمال ، بل انحصرت في دائرته ؛ إذ لم تشخّص غائبا بالتحديد وإن صرّحت بشيء من هويته. ومع هذا فإنّ الإجمال المذكور لا يضرّ حتى مع فرض عدم وجود التفصيل ، لأنّه إجمال منحصر بعصور الأئمة قبل اكتمال تسلسلهم التاريخي ، أو بعبارة أخرى : إن الإجمال المذكور قد اختزن في داخله نوعاً من التفصيل ، ولكنّه لم يتّضح إلاّ بعد حين ، حتى عاد الإجمال نفسه في غنى عمّا يوضّحه من خارجه. خصوصاًً إذا ما لوحظ الأسلوب الاول من التشخيص ، وضُمّ إلى هذا الاجمال.
فتشبيه ظرف الغائب بظرف يوسف عليهالسلام ، كما مرّ في الأسلوب الأول وإن لم يشخّص لنا من هو الغائب بالتحديد ، إلاّ أنّه بيّن لنا بعد حين مراد الإمام بهذا لتشبيه ؛ إذ كما فعل إخوة يوسف باخيهم ، فعل جعفر الكذّاب بابن اخيه العسكري عليهالسلام ، خصوصاً مع تاكيد الإمام الصادق عليهالسلام على من سنن الانبياء حاصلة في الغائب المنتظر حذو القذّة ، وفيها الكثير ممّا يعيّن لنا الغائب بدقّة.
وهكذا الحال في المكوّنات الاُخرى للوحدة الموضوعية للغيبة ، كذكر الغيبتين ونحو ذلك ممّا سياتي في الباب الثاني ، وإذا ما حصل الربط بين اجزاء تلك المكوّنات ، من قبيل كون الغائب هو الثاني عشر ، ومنه التاسع من ولد الحسين عليهالسلام ، تبدّد الإجمال المذكور كليا ؛ لوجود المصداق الواقعي الذي انطبقت عليه جميع تلك الأخبار ، ولم يتخلّف عنها خبر واحد.