وشاهدا ومشهودا أنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك والوافد إليك ألتمس كمال المنزلة عند الله وثبات القدم في الهجرة إليك والسبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي أمرت بها من أراد الله بدأ بكم بكم يبين الله الكذب وبكم يباعد الله الزمان
______________________________________________________
الأول : أن تكون« اللام بمعنى » في كما يقال مضى لسبيله أي مات أي مضيت في الطريق الذي كنت عليه عالما بحقية ما كنت عليه والله أمرك إلى الشهادة وشاهدا على ما صدر من الأمة ومن جميع من مضى من الخلق ومشهودا يشهد الله ورسوله وملائكته والمؤمنون لك بأنك كنت على الحق وأديت ما عليك.
الثاني : أن تكون « اللام » بمعنى « إلى » كقوله تعالى : « أَوْحى لَها » (١) أي مضيت إلى عالم القدس الذي كنت عليه قبل النزول إلى هذا العالم والبواقي كما مر.
الثالث : أن تكون « اللام » تعليلا لقوله : « شهيدا » بأن يكون الشهيد بمعنى المستشهد أي مضيت شهيدا لكونك على الحق ولذا قتلوك.
الرابع : أن تكون « اللام» ظرفية و « على» تعليلية أي مضيت في السبيل الذي لأجله صرت عالما وشهيدا وشاهدا ومشهودا.
الخامس : أن تكون « اللام » ظرفية أيضا بمعنى أنك مضيت في سبيل كنت متهيئا له موطنا نفسك عليه وهو الموت كما يقال : فلان على جناح السفر أي كنت طالبا للشهادة غير راغب عنها.
قوله عليهالسلام : « السبيل الذي لا يختلج » الاختلاج الاضطراب ، واختلجه أي جذبه واقتطعه فيمكن أن يقرأ يختلج على بناء لفاعل وعلى بناء المفعول ، والثاني أظهر. وعلى التقديرين السبيل إما معطوف على الهجرة ، أو على ثبات القدم والأخير أظهر ، وعلى التقديرين حاصل الكلام : إني التمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب أو السبيل الذي من سلكه لا يجتذب ولا يمنع من الوصول إليكم في الدنيا والآخرة وكلمة « من » في قوله « من الدخول » تعليلية أو بيانية فيكون بيانا
__________________
(١) سورة الزلزلة : ٥.