|
ـ لو أكرهتَ يا رسولَ اللّهِ مَن قدرتَ عليه من الناس على الإسلام ، لكثُرَ عددُنا ، وقوينا على عدوِّنا ، فقالَ رسولُ اللّهِ صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ : ـ ما كنتُ لألقى اللّهَ عزَّ وجلَّ ببِدعةٍ لم يُحدث إليَّ فيها شيئاً ، وما أنا من المتكلفين. فأنزل اللّهُ عزَّ وجلَّ عليه : ـ يا محمَّد ، ( وَلَو شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهم جَميعاً ) (١) على سبيل الإلجاءِ والاضطرار في الدنيا ، كما يؤمنونَ عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلتُ ذلك بهم لم يستحقّوا مني ثواباً ولا مدحاً ، لكنّي أُريدُ منهم أن يؤمنوا مختارينَ غيرَ مضطرين ، ليستحقّوا منّي الزلفى والكرامةَ ودوامَ الخلود في جنَّة الخُلد : أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتى يَكُونُوا مُؤمِنيِنَ ) (٢). |
ثانياً : طبَّقَ رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كلمةَ ( البِدعة ) على قيام نافلة شهر رمضان جماعةً في لياليه ، وهي المسماة بصلاة ( التراويح ) ، وطبقها كذلك على صلاة ( الضحى ) ، باعتبار أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يشرع ذلك للمسلمين ، بل قد وردَ عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم النهي عن ذلك ، فقد وردَ عن أبي عبد اللّه الصادق عليهالسلام أنَّه قالَ :
|
( صومُ شهرِ رمضانَ فريضةٌ ، والقيامُ في جماعةٍ في ليلته بِدعةٌ ، وما صلاّها رسولُ اللّهِ صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ في لياليه بجماعة ، ولو كانَ خيراً ما تركه ، وقد صلّى في بعض ليالي شهر |
__________________
(١) يونس / ٩٩.
(٢) الصدوق ، أبو جعفر ، التوحيد ، باب : ٥٥ ، ح : ١١ ، ص : ٣٤٢.