|
رمضان وحدَه ، فقامَ قومٌ خلفه ، فلما أحسَّ بهم دَخَلَ بيتَه ، فَعَلَ ذلكَ ثلاثَ ليالٍ ، فلما أصبحَ بعد ثلاث صعدَ المنبرَ ، فحمدَ اللّهَ وأثنى عليه ثمَّ قالَ : ـ أيُّها الناسُ ، لا تصلّوا النافلةَ ليلاً في شهرِ رمضان ، ولا في غيرِه ، فإنَّها بِدعةٌ ، ولا تصلّوا الضحى ، فإنَّها بِدعةٌ ، وكلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ ، وكلُّ ضلالةٍ سبيلها إلى النار ، ثمَّ نزلَ وهو يقولُ : قليلٌ في سُنَّةٍ خيرٌ من كثيرٍ في بِدعةٍ ) (١). |
ثالثاً : طُبقت كلمةُ ( البِدعة ) على قول المؤذِّن ( الصلاةُ خيرٌ من النوم ) ، وعدِّهِ جزءاً من الأذان الشرعي ، وذلك باعتبار أنَّ هذا القول ليس له أصلٌ في الدين ، فقد وردَ عن أبي الحسن عليهالسلام أنَّه قالَ :
|
( الصلاةُ خيرٌ من النوم بِدعةُ بني أُمية ، وليسَ ذلكَ من أصل الأذان ، ولا بأسَ إذا أرادَ الرجلُ أنْ ينبِّه الناسَ للصلاة أنْ يناديَ بذلك ، ولا يجعله من أصلِ الأذان ، فإنّا لا نراه أذاناً ) (٢). |
رابعاً : طُبقت كلمةُ ( البِدعة ) على ( الأذان الثالث يوم الجمعة ) الذي أحدثه ( عثمانُ بن عفان ) ، ولم يكن له أيةُ صلة بالتشريع ، فقد وردَ عن أبي جعفرٍٍ عليهالسلام أنَّه قالَ :
|
( الأذان الثالث يومَ الجمعةِ بِدعة ) (٣). |
__________________
(١) الصدوق ، أبو جعفر ، التوحيد ، باب : ٥٥ ، ح : ١١ ، ص : ٣٤٢.
(٢) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ج : ٨١ ، باب : ١٣ ، ح : ٧٦ ، ص : ١٧٢.
(٣) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، ج : ٨٠ ، باب : ١٠ ، ح : ٢٦ ، ص : ١١٤ ، عن الكافي ٣ / ٤٢١ والتهذيب ١ / ٢٥٠.