فاستعمالُ لفظ ( البِدعة ) مذمومةً واضحٌ في كلامه ، حيثُ عدَّ ( البِدعة ) مما يُكاد به الإسلام ، وانَّ لِلّه تعالى في كل زمن ولياً ، يدافعُ عن الإسلام ، ويذبُّ هذهِ المحدثات عنه ، ولعلَّ كلامَ ( ابن مسعود ) هذا مستفادٌ من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
|
( إنَّ للّهِ عندَ كلِّ بِِدعةٍ تكونُ بعدي يُكاد بها الإيمانُ وليَّاً من أهلِ بيتي موكلاً به ، يذبُّ عنه ، ينطقُ بإلهامٍٍ من اللّه ، ويعلنُ الحقَّ ، وينورُه ، ويردُ كيدَ الكائدينَ ، ويعبِّرُ عن الضعفاء ، فاعتبروا يا أولي الأبصار ، وتوكلوا على اللّه ) (١). |
* عن ( عبد اللّه بن الحلبي ) عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام أنَّهما قالا :
|
( حجَّ عمرُ أولَ سنةٍ حجَّ وهو خليفةٌ ، فحجَّ تلك السنةِ المهاجرونَ والأنصارُ ، وكانَ علي عَليهِ السلامُ قد حجَّ تلكَ السنة بالحسن والحسين عَليهما السلامُ وبعبد اللّه بن جعفر ، قالَ : فلما أحرمَ عبدُ اللّه ، لبس إزاراً وردَاءً ممشقينِ مصبوغينِ بطين المشق ، ثمَّ أتى ، فنظرَ إليه عمر وهو يلبّي ، وعليهِ الإزارُ والرداءُ ، وهو يسيرُ إلى جنب علي عَليهِ السلامُ ، فقالَ عمر من خلفهم : ـ ما هذه البِدعةُ التي في الحرم؟ فالتفت إليه علي عَليهِ السلامُ فقالَ له : ـ يا عمرُ ، لا ينبغي لأحدٍ أنْ يعلّمنا السُنَّةَ ، فقالَ عمرُ : ـ صدقتَ يا أبا الحسن ، لا واللّهِ ما علمتُ أنَّكم هم ) (٢). |
__________________
(١) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، ج : ٢ ، كتاب العلم ، باب : ٣٤ ، ح : ٧٩ ، ص : ٣١٥.
(٢) العياشي ، تفسير العياشي ، ج : ٢ ، ص : ٣٨.