ابن حجر العسقلاني :
يقولُ ( ابنُ حجر ) في ( فتح الباري ) موضحاً معنى ( المحدَثة في الدين ) :
|
( المحدَثاتُ بفتح الدال ، جمعُ محدَثة ، والمرادُ بها ما أُحدث وليسَ له أصلٌ في الشرع ، ويُسمّى في عرف الشرع ( بِدعةً ) ، وما كانَ له أصلٌ يدلُّ عليه الشرعُ فليس ببِدعة ، فالبِدعةُ في عرف الشرع مذمومةٌ بخلاف اللغة ، فإنَّ كلَّ شيءٍ أُحدث على غير مثالٍ يُسمّى بِدعةً ، سواءٌ كانَ محموداً أو مذموماً ، وكذا القولُ في المحدَثة ، وفي الأمر المحدَث الذي وردَ في حديث عائشة : من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ منه فهو رد ) (١). |
ابن تيمية :
يقولُ ( ابنُ تيمية ) في ( اقتضاء الصراط المستقيم ) :
|
( إنَّ من الناس مَن يقولُ : البدعُ تنقسم إلى قسمين : حسنة وقبيحة ، بدليل قول عمر رضيَ اللهُ عنه في صلاة التراويح : نعمتِ البدعةُ هذهِ ، والجوابُ : أمّا أنَّ القولَ : إنَّ شرَّ الأُمور محدثاتُها ، وإنَّ كلَّ بِدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النار ، والتحذير من الأمور المحدثات ، فهذا نصٌّ من رسول اللّه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ، فلا يحلُّ لأحدٍ أن يدفعَ دلالتَه على ذم البدع ، ومَن نازعَ في دلالته فهو مراغم .. ولا يحلُّ لأحدٍ أن يقابلَ هذهِ الكلمةَ الجامعةَ من رسول اللّه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الكلية ، وهي قولُه : كلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ بسلب |
__________________
(١) العسقلاني ، ابن حجر ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج : ٤ ، ص : ٢٥٢.