وعلى أساس هذه المغالطة التي ذكرها ( ابنُ تيمية ) لتبرير ( التراويح ) يمكننا أنْ نضمَّ عشرات الأوصاف والأحوال الأُخرى إلى هذهِ الهيئة الحاصلة لتبرير عدم مشابهتها لما سبق!!
ونكتفي بالإشارة في المقام إلى أنَّ العودةَ إلى الاستعمال اللغوي للفظ المنقول ، وتصحيحَ إطلاقه كذلك ، ليس كما يصوّرُه ( ابنُ تيمية ) في كلامه هذا ، وخصوصاً مثل كلمة ( البِدعة ) التي ترسَّخَ معناها الاصطلاحي الجديد في أذهان المسلمين ، واقترنَ استعمالُها الشرعي في موارد الذم والحرمة ، من خلال أحاديث غفيرة على لسان صاحب الرسالة صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكلمات بقيةِ الصحابة ، كما استعرضنا قسماً منها في سابق دراستنا هذه ، ولا سيما إذا لاحظنا قولَ ( ابن تيمية ) المتقدم حولَ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( كلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ ) :
|
( فهذا نصٌ من رسول اللّه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ، فلا يحلُّ لأحدٍ أنْ يدفعَ دلالته على ذم البدع ، ومَن نازع في دلالته فهو مراغم ). |
فإذا كانَت دلالةُ الحديث على ذم البدع بهذا المستوى من الوضوح ، وقد أصبح هذا المعنى نتيجةً لعملية النقل الشرعي هو المتبادرَ إلى أذهان المسلمين ، فكيف يصحُّ استعمالُ لفظ ( البِدعة ) بعد ذلك في معناها اللغوي الأسبق ، من دون الإتيان بقرينة تصرفُ اللفظَ عن معناه المرتكز ، لا سيما إذا لاحظنا أنَّ كلمةَ ( البِدعة ) قد وردَت في هذا الحديث بشكل مطلق ، بل سياقُ الحديث يأبى هذا التحميل ، ويشهدُ بخلافه ، ولنا قرائنُ من نفس الحديث تدلُّ على عدم إمكانَية قصد المعنى اللغوي ، وإنَّما المقصود هو ( البِدعة ) بالمعنى الشرعي المرتكز في ذهنية المسلمين ، وهي :