القرينة الاولى :
ذكر ( عمر ) كلمة ( هذه ) ، أو ( هي ) في وصف هذه البِدعة والإشارة إليها في قوله : ( نعمتِ البدعةُ هذهِ ) ، أو ( نعمتِ البِدعةُ هيَ ) ، وهذه الإشارةُ تبيِّنُ أنَّ المقصودَ الصريح هو هذه الصلاة بالكيفية المعروفة التي جمعَ الناسَ عليها ، ومن ثمَّ استحسنَ ابتكارَه لها ، بعد أن لم يكن لها أصلٌ في الدين ، شأنُه شأنُ من يفخرُ بمنجزاته ومخترعاته ، وهذا يعني أنَّه بصدد المعنى الشرعي على نحو الخصوص.
القرينة الثانية :
وقعت المفاضلةُ في كلام ( عمر ) في نفس الحديث بين ( التراويح ) المبتدعة وبين نافلة الليل المسنونة ، معترفاً بأنَّ نافلة الليل فرادى على شكلها المأثور عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتي يؤتى بها في وقت السحر غالباً أفضل من ( التراويح ) جماعةً ، حيث يقولُ : ( والتي ينامونَ عنها أفضلُ ) ، مما يجعلُ كلمةَ ( البِدعة ) في حديثه منصرفاً إلى خصوص هذهِ الصلاة المبتكرة من دون قيدٍ أو شرطٍ يوحي بصرف ( البِدعة ) إلى معناها اللغوي العام.