وبَشِعَ الرجل من باب تعب بَشَاعَة : إذا ساء خلقه في عشيرته.
( بضع )
قوله تعالى : ( اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ ) [ ١٢ / ٦٢ ] البِضَاعَة بكسر الباء قطعة من المال ، والمراد بها هنا التي شروا بها الطعام ، وكانت على ما نقل نعالا وأدما. قوله : ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) [ ١٢ / ٤٢ ] البِضْع بالكسر وقد يفتح ، يقال لما بين الثلاثة إلى التسع ، وقيل ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وهو قطعة من العدد يستوي فيه المذكر والمؤنث من الأربعة إلى التسعة ، تقول بِضْعُ رجال وبِضْعُ سنين ولا يستوي من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر فتقول بِضْعَةَ عشر رجلا وبِضْعَ عشرة امرأة ، وأصح الأقوال أن يوسف عليه السلام لبث في السجن سبع سنين عدد حروف الكلمتين. وجمع البضع [ البَضْعَةِ ] بَضْع وبَضَعَات كتَمْر وتَمَرات.
وَفِي الْخَبَرِ « أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله هَرِيسَةٌ مِنْ هَرَائِسِ الْجَنَّةِ فَزَادَتْ فِي قُوَّتِهِ صلى الله عليه وآله بُضْعَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً ».
وفِيهِ « صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْوَاحِدِ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ».
فهذا ونحوه يخالف ما ذكره الجوهري حيث قال : فإذا جاوزت العشر ذهب البِضْع ، لا تقل بضع وعشرون. والبُضْعُ بالضم : يطلق على عقد النكاح وعلى الجماع وعلى الفرج ، والجمع أَبْضَاع مثل قُفْل وأَقْفَال. والمُبَاضَعَة : المجامعة ، وَمِنْهُ « الْكُحْلُ يَزِيدُ فِي الْمُبَاضَعَةِ » (١).
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ « فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي » (٢).
بفتح الباء ، أي أنها جزء مني كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم. والبَاضِعَة من الشجاج وهي التي تشق اللحم وتَبْضَعُهُ بعد الجلد وتدمي إلا أنها لا تسيل الدم. ومنه الْحَدِيثُ « وَفِي الْبَاضِعَةِ بَعِيرَانِ » (٣).
و « أَبْضَعَة » وزان أَرْنَبَة ملك من كندة ، وقيل أبصعة بالمهملة ، ومنه الْحَدِيثُ
__________________
(١) مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ ص ٤٩.
(٢) سَفِينَةٍ الْبِحَارُ ج ٢ ص ٣٧٤.
(٣) الْكَافِي ج ٧ ص ٣٢٦.