أَجْمَعُونَ ) [ ١٥ / ٣٠ ] هو تأكيد عن الخليل وسيبويه ، وقيل غير متفرقين ، وخطئ بأنه لو كان كذلك لكان منصوبا على الحال.
قوله : ( مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) [ ٦٢ / ٩ ] هو أحد أيام الأسبوع. وضم الميم لغة الحجاز وفتحها لغة تميم وإسكانها لغة عقيل ، سمي بذلك لاجتماع الناس فيه.
وَفِي الْحَدِيثِ « سَمِّيَتْ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً لِأَنَّ اللهَ جَمَعَ فِيهَا خَلْقَهُ لِوَلَايَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَوَصِيِّهِ فِي الْمِيثَاقِ فَسَمَّاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِجَمْعِهِ فِيهِ خَلْقِهِ » (١).
قوله : ( جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ ) [ ١٠٤ / ٢ ] قال الشيخ أبو علي : قرأ أهل البصرة وابن كثير ونافع وعاصم ( جَمَعَ مالاً ) والباقون جَمَّعَ بالتشديد.
وَفِي الْحَدِيثِ « أُعْطِيْتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ » يريد به القرآن الكريم ، لأن الله جمع بألفاظه اليسيرة المعاني الكثيرة ، حتى رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : « مَا مِنْ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفُ الْقُرْآنِ إِلَّا وَلَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَعْنَى ».
ومنه فِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « كَانَ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ » (٢) يعني أنه كان يتكلم بلفظ قليل ويريد المعاني الكثيرة.
و « حمدت الله بمَجَامِعِ الحمد » أي بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله.
وَفِي الْخَبَرِ « قَالَ لَهُ : أَقْرِئْنِي سُورَةَ جَامِعَة ، فَأَقْرَأَهُ إِذَا زُلْزِلَتْ » سماها جَامِعَةً لجمعها أسباب الخير بقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ).
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ النِّسَاءِ « مِنْهُنَ جَامِعٌ مُجْمِعٌ وَرَبِيعٌ مُرْبِعٌ وَكَرْبٌ مُقْمِعٌ وَغُلٌّ قَمِلٌ » فَقَوْلُهُ « جَامِعٌ مُجْمِعٌ » يعني كثيرة الخير مخصبة ، و « رَبِيعٌ مُرْبِعٌ » في حجرها ولد وفي بطنها آخر. و « كَرْبٌ مُقْمِعٌ » أي سيئة الخلق مع زوجها ، و « غُلٌّ قَمِلٌ » أي هي عند زوجها كالغل القمل ، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله ولا يتهيأ له التخلص منه جميع ذلك ذكره الصدوق رحمهالله عن أحمد
__________________
(١) الكافي ج ٣ ص ٤١٥.
(٢) مكارم الأخلاق ص ١١.