قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويؤدّون الجزيّة عن يد وهم صاغرون » (١).
الطائفة الثانية : روايات تدلّ على أنّه لا يقبل من أحد إلاّ الإسلام ، فإنّه عليهالسلام سيقضي عليهم بعد إتمام الحجّة وعدم قبولهم الحقّ ؛ لأنّ بعد نزول عيسى من السماء وحضوره في الصلاة خلف الإمام المهدي عليهالسلام وتبليغه للإسلام وكسره للصليب فهو إبطال للنصرانيّة ، فلا يبقى مجال للاعتذار أو لمخالفة عيسى عليهالسلام.
قال الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام عند قوله تعالى : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ) : « نزلت في القائم إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها فعرض عليهم الإسلام ، فمن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتّى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد الله.
قلت له : جعلت فداك ، إنّ الخلق أكثر من ذلك ؟
فقال : إنّ الله إذا أراد أمراً قلّل الكثير وكثّر القليل » (٢).
وروى المفيد عن عليّ بن عقبة بأنّه : « لم يبقى أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان » (٣).
وفي سنن أبي داود عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث له ، قال : « فيقاتل النّاس على الإسلام فيدقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٧٦.
(٢) معجم أحاديث الإمام المهدي عليهالسلام : ٥ / ٦٠.
(٣) الإرشاد : ٣٤٤.