الإلٰهي ، حيث فسّر النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة المعصومين عليهمالسلام هذا الأمر وبيّنوه مفصلاً بأنّ ذلك القائد الإلهي هو الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام ، ودعوا النّاس للاستعداد والتهيئة من أجل تشكيل تلك الدولة الإلهيّة التي تجسّد المدينة الفاضلة ، وأخبروا بأنّ انتظاره من أفضل العبادات. يقول الله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (١).
لا شكّ أنّ دولة الإمام مهدي عليهالسلام سوف تدمّر عروش الظالمين ، وتنشر العدالة في العالم ، وتقوم بتطهير الأذهان من الشبهات والعقائد المنحرفة ، وتمحو الشرك ، وتجعل الإسلام والأمن حاكمان في ربوع العالم.
أمّا المهدي المنتظر الذي هو الهادي والقائد للبشريّة ، فهو مظهر لعبوديّة الله الحقّة ، والمثال الأعلى للإنسان الكامل ، مهدي آل محمّد عليهالسلام ، قائد طاهر من نسل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومن سلالة الطاهرين الصالحين ، آبائه نسلاً عن نسل هم أئمّة الحقّ والعدل ، الذين بذلوا كلّ ما بوسعهم من أجل الدفاع عن الإسلام والمسلمين ، ولم يقصّروا لحظة في ذلك ، وكانت نتيجة أمرهم أن قُتلوا على يد جلاوزة عصورهم ، ونالوا وسام الشرف والشهادة. فالإمام المهدي عليهالسلام هو وارث تلك الدماء الزاكية المقدّسة ، وأنّه سوف يأتي ليثأر دماء آبائه التي اُريقت ظلماً.
وأمّا هذا الكتاب الذي بين يديك : فهو يحكي عن القضيّة المهدويّة وملابساتها ، فلقد شمّرت ساعد الجدّ قبل عدّة أعوام من أجل معرفة هذا الرجل الإلهي ، حيث ذكرت فيه اُموراً قد تعلمتها في سنّي عمري من أساتذتي العلماء المتّقين ، وبالخصوص والدي آية الله الشيخ محمّدرضا الطبسي ، والذي تبنّى تربيتي ورعايتي العلميّة ، فقمت بمراجعتها وملاحظتها ، وأضفت إلهيا مسائل اُخرى ، وجعلت هذا المجود على شكل سؤال وجواب ليسهل مطالعتها.
_________________________
(١) القصص (٢٨) : ٥.