المشايخ الثلاثة هم العمدة في ضبط الأحاديث ، ولو لا علمهم بصحّته لما أرسلوه وحكموا بأنه من قوله صلىاللهعليهوآله. هذا ملخّص كلامه.
وقد يؤيّد أيضاً بأن مذهب السيّد في العمل بأخبار الآحاد معروف ، فلو لم يكن اشتهار هذا الحديث في زمنه بالغاً حدّا يخرجه عن تلك المرتبة لم يحسن تعويله عليه ، فتأمّل.
ولنا أيضاً مواظبة النبيّ صلىاللهعليهوآله : على الخروج به من الصلاة ، بحيث لم ينقل إلينا خروجه بغيره أصلاً ، وقد قال صلىاللهعليهوآله صلّوا كما رأيتموني أُصلّي (١) ، ومواظبة أئمّتنا سلام الله عليهم عليه ، فقد قال الصادق عليهالسلام : بعد الإتيان به يا حمّاد : ، هكذا صلِّ (٢) ، خرج ما عداه ممّا علم استحبابه بدليل خاصّ ، فبقي الباقي.
وكذا مواظبة السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم ، حتّى ادّعى بعض علمائنا : ( إن قول سلف الأُمّة السلام عليكم عقيب الصلاة داخل في ضروريّات الدين ) (٣).
ولنا أيضاً أحاديث متكثّرة سوى ما مرّ متضمّنة للأمر بالسلام ، وبعضها لا يخلو من اعتبار ، كما رواه أبو بكر الحضرمي : قال : قلت له : أُصلّي بقوم ، فقال سلّم واحدة ولا تلتفت ، قل : السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم (٤) ) (٥). ثمّ ذكر جملة من الأخبار الآمرة بالتسليم ، مثل خبر الحسين بن أبي العلاء (٦) : ، وخبر ابن أبي يعفور (٧) : ، وخبر عبد الرحمن بن سيّابة : وأبي العباس (٨).
__________________
(١) عوالي اللآلي ١ : ١٩٧ ـ ١٩٨ / ٨ ، مسند أحمد بن حنبل ٥ : ٥٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣١١ ـ ٣١٢ / ٨ ، الأمالي ( الصدوق ) : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ / ١٣ ، تهذيب الأحكام ٢ : ٨١ ـ ٨٢ / ٣٠١ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤٦١ ، أبواب أفعال الصلاة ، ب ١ ، ح ٢.
(٣) الذكرى : ٢٠٨ ( حجريّ ).
(٤) تهذيب الأحكام ٣ : ٤٨ / ١٦٨.
(٥) الحبل المتين ( ضمن رسائل الشيخ بهاء الدين ) : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ( حجريّ ).
(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ١٥٩ / ٦٢٣ ، وسائل الشيعة ٦ : ٤٠٣ ، أبواب التشهّد ، ب ٧ ، ح ٥.
(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ١٥٦ / ٦٠٩ ، الإستبصار ١ : ٣٦٠ / ١٣٦٦ ، وسائل الشيعة ٦ : ٣٧٠ ، أبواب السجود ، ب ١٦ ، ح ١.
(٨) الكافي ٣ : ٣٥٣ / ٧ ، وسائل الشيعة ٨ : ٢١١ ، أبواب الخلل الواقع في الصلاة ، ب ٧ ، ح ١.