يُسمَّ به أحدٌ غيره فرضي به إلّا كان منكوحاً ، وإن لم يكن ابتلي به ، وهو قول الله في كتابه ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلّا شَيْطاناً مَرِيداً ) (١).
قال : قلت : فماذا يدعى به قائمكم؟. فقال : يقال له : السلام عليك يا بقيّة الله : ، السلام عليك يا بن رسول الله (٢).
ومنه (٣) بسنده إلى غياث بن إبراهيم : في تفسيره عن فرات بن إبراهيم الكوفي (٤) عن جعفر بن محمّد الفزاريّ : ، معنعناً عن عمر بن زاهر : قال : قال رجل لجعفر بن محمَّد عليهماالسلام : نسلّم على القائم : بإمرة المؤمنين؟. قال لا ، ذلك [ سمّى (٥) ] الله به أمير المؤمنين لا يسمّى به أحد قبله ولا بعده إلّا كافر. قال : كيف نسلّم عليه؟. قال تقولون : السلام عليك يا بقيَّة الله. ثمّ قرأ جعفر عليهالسلام : ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (٦).
فهذه الأخبار وغيرها دلّت على أنه اسم اختصّ به فلا يسمّى به أحد غيره أي لا يدعى على جهة الاسميّة الدالّة على ذات المسمّى غيره فإن الاسم ما دلّ وأنبأ عن المسمّى ، أي دلّ على ذات المسمّى الجامعة لصفاته. ولعلّ النكتة في ذلك أنه لمّا كان باعتبار الاسميّة والعلميّة بمعنى : باب مدينة العلم (٧) : أي علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فالمدينة محمَّد صلىاللهعليهوآله : ، وهو عليهالسلام بابها الذي لا يؤتى إلّا منه ؛ لأنه بمعنى ممير العلم ـ علم الرسول صلىاللهعليهوآله : جميعَ المؤمنين من الأوّلين والآخرين من جميع العوالم حتّى أولاده ، ولا أحد يميره منهم. فهو دون ما سواه باب مدينة العلم ، والباب والمدينة كالشيء المختلف باعتبار اختلاف الكلّ وأجزائه.
فأمير المؤمنين عليهالسلام : اختصّ من الرسول صلىاللهعليهوآله : بهذه النسبة الجزئيّة. فأمير المؤمنين عليهالسلام : كالجزء من الكلّ ، ولا يطلق على الكلّ من حيث هو كلّ ، الجزء من
__________________
(١) النساء : ١١٧.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ : ٣٠٢ / ٢٧٣.
(٣) كنز الدقائق ٤ : ٥٣٦.
(٤) تفسير فرات الكوفي : ١٩٣ / ٢٤٩.
(٥) من المصدر ، وفي المخطوط : « سماه ».
(٦) هود : ٨٦.
(٧) مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ( ابن المغازلي ) : ٨٤ / ١٢٥.