في العلم حتّى فاق أهل عصره.
ثمّ قال : له التصانيف الرائقة في علم الكلام ، والكتب الحسنة في مخالفي العترة ( عليهم السلام ) وهي كثيرة ، قيل : إنّها تبلغ ثلاثة وسبعين تصنيفاً ، ثمّ قال : قام بالأمر بعد موت أبيه ( عليه السلام ) ، وملك من ألهان إلى صعدة وصنعاء ، إلى أن قال : وكسى الحقّ ثوب الكمال ، وكان ذلك دأبه ( عليه السلام ) حتّى قتله بنو حمّاد في بعض حروبه ، ثمّ قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) سنة أربع وأربعمائة ، وقبره بريدة ، وعمره نيّف وعشرون سنة ، إلى أن قال : وقد بقي جماعة من أشياعه يعتقدون أنّه حي إلى الآن ، وأنّه المهدي المنتظر الذي بشّر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد كتبنا رسالة في هذا المعنى وسمّيناها بـ ( الرسالة الزاجرة لذوي النهى عن الغلو في أئمّة الهدى ) (١).
قال حميدان بن يحيى في كتابه بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : فإنّه لمّا صحّت لنا إمامة الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ابن علي بن عبد الله بن محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل ( عليه السلام ) ، لأجل تكامل شروط الإمامة المعتبرة في كلّ إمام ، إلى أن قال : ولمّا روى من إشارة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى قيامه في الوقت الذي قام فيه وأشباه ذلك ، إلى أن قال : أردت إذ ذاك أن أعرف بما المعوّل عليه ، وما الذي يجب أن ينسب من الأقوال إليه ، فانتزعت من مشهور ألفاظه الصريحة المذكورة فيما أجمع عليه من كتبه الصحيحة (٢).
قال الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : أبو
____________
١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٢٠.
٢ ـ بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : ٤١٣ ، ضمن مجموع السيّد حميدان.