العبّاس الحسني ( رضي الله عنه ) ، وأخذ عنه مذهب الزيديّة ، والكلام على طريقة البغدادية ، ثمّ قال : واختلف أيضاً إلى أبي الحسين علي بن إسماعيل بن إدريس ، وقرأ عليه فقه الزيديّة والحنفيّة ، ثمّ قال : وكان أبو الحسين هذا من أجلّة أهل طبرستان رئاسة وستراً ، وفضلاً وعلماً. ثمّ ذكر زواجه ، وباباً في ورعه ، وباباً في علمه ومؤلّفاته ، وباباً في ذكر أصحابه ، ولطائف من أخباره ، ثمّ ذكر خروجه ودعوته ، قال : كان له ( رضي الله عنه ) خرجات ، أحدها في أيّام الصاحب في سنة ثمانين وثلاثمائة ، وبين الخرجة الأولى والثانية ستّون وفترات ، وبايعه الجيل والديلم ، ثمّ ذكر حروبه من انتصاراته وانتكاساته ، وأسره واطلاق سراحه وغيرها ، إلى أن قال : وذكر أنّ المؤيّد بالله قدسّ الله روحه توفّي يوم عرفة سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ودفن يوم الأضحى (١).
قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ لم ير في عصره مثله علماً وفضلاً وزهداً وعبادة وحلماً وسخاءً وشجاعة وورعاً ، ما بقي علم من علوم الدنيا والدين إلاّ وقد ضرب فيه بأوفى نصيب ، وأحرز فيه أوفر حظّ ، وله التصانيف الجمّة في الأصول والفروع (٢).
قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : كان منذ نشأ على السداد وأحوال الآباء الكرام والأجداد ، وتأدّب في عنفوان صباه حتّى برع فيه ، ثمّ ذكر قيامه للأمر وأحواله وحروبه ومناقبه ، إلى أن قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) في يوم عرفة سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ودفن يوم الأضحى ، وصلّى عليه السيد ما نكديم ، ثمّ قال : وكان عمره تسعاً وسبعين سنة ، ثمّ ذكر
____________
١ ـ سيرة المؤيّد بالله : انظر الفهرست.
٢ ـ الشافي ١ : ٣٢٩.