والبيت غاصّ بما فيه ، قال : ادعوا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، قال : فجعل يلثمها حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، قال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصيبها بعدي إثرة ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي ، وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (١).
الثاني : وبه (٢) ، قال : روى أصحابنا عن المعروف بأبي بكر محمّد بن موسى البخاري ، قال : دخلت على الحسين بن علي الآملي المحدّث ، وكان في الذي كان للناصر للحق الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في بلاد الديلم بعد ، وقد احتشد لفتح آمل ورودها ، والحسين بن علي هذا يفتي القوم بأنّهم يلزمهم قتال الناصر للحق ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : فوجدته مغتمّاً ، فقلت : أيّها الرجل مالي أراك مغتمّاً حسن بنا ، فألقى إليّ كتاب ورد عليه ، وقال اقرأه ، فإذا هو كتاب الناصر للحق ( عليه السلام ).
ثمّ قال : قلت له : لقد أنصفك الرجل أيّها الأستاذ فلِمَ تكرهه؟! فقال : نكرهه ; لأنّه يحسن أن يورد مثل هذه الحجّة ، ولأنّه عدوّ متقلّد مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، فهذا هو كتاب الله أكبر الثقلين ، وأنا عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحد الثقلين ، ثمّ يفتي (٣).
____________
١ ـ تيسير المطالب : ٩٤ ، الباب السادس ، في فضل الحسن والحسين ( عليهما السلام ).
٢ ـ نفس الإسناد المتقدّم.
٣ ـ تيسير المطالب : ١٣٣ ، ١٣٤ ، الباب الثامن ، في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).