ست وعشرين وأربعمائة ، ودخل صنعاء في يوم الخميس لثلاث ليال خلون من شعبان ، سنة ست وعشرين وأربعمائة ، ثمّ قال : خرج لفساد مَن عارضه وهو الحسين بن مروان ، وأقام عنها مدّة ، ثمّ حلفت له همدان سوى بني حمّاد في المحرّم سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، فدخل صنعاء يوم الأربعاء لثمان عشرة من الشهر المذكور ، فأقام بها ثمانية أيام ، وولّى فيها والياً ، وخرج إلى ريدة ، وأقام آمراً بالمعروف الأكبر ، ناهياً عن الفحشاء والمنكر ، حتّى توفّاه الله حميداً ، وقبضه سعيداً ، وهذه النكتة من أخباره مذكورة في بعض تاريخ صنعاء (١).
قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في هداية الراغبين : وقام بعد أبي طالب من أئمّة العترة الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى ابن عبد الله بن الحسين بن القاسم ، وهو من أجداد الإمام المنصور بالله ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال : وكان فاضلاً ، عالماً ، زاهداً ، ورعاً ، عابداً ، على سيرة آبائه الأئمّة الطاهرين ، وطريقة سلفه المرضيين (٢).
قال محمّد الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : أبو هاشم النفس الزكيّة ، دعا إلى الإمامة ، وكان من فضلاء العترة ، ثمّ قال : ولم تطل أيّامه ، وإن كان قد دخل صنعاء ، واستقام أمره حتّى عارضه الشقي الحسين المرواني ، وتوفّي أبو هاشم في ناعط من بلاد حاشد ، ومشهده هناك مزور مذكور (٣).
قال أحمد بن المرتضى ( ت ٨٤٠ هـ ) في الجواهر والدرر : أبو هاشم
____________
١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٧٠.
٢ ـ هداية الراغبين : ٣١٨.
٣ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٧٢٨.