البيهقي ، كان إماماً عالماً صادعاً بالحق ، له جملة كتب. ثمّ قال : وقُتل بمكّة غيلة في سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، وأتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبريّة بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة ، كان حنفياً ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة (١).
قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : المحسن بن محمّد ابن كرامة البيهقي ، الإمام الحاكم أبو سعد الجشمي ، وجشم بالجيم وشين معجمة ، قبيلة من خراسان ، وبيهق أكبر مدن خراسان ، كان حنفياً (٢) ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة ، سمع أبا حامد أحمد بن محمّد بن إسحاق النجّار ، وأبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد قاضي الحرمين ، وأبا يعلي الحسين بن محمّد الترمذي ، وأبا محمّد قاضي القضاة عبد الله بن الحسن سمع عليه في شوّال سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة.
ثمّ قال : وروى عنه ولده محمّد ، وكان سماعه عليه سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، قال القاضي الحافظ ولد الحاكم : ... وتوفّي شهيداً في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ومثله ذكر عمران بن الحسن وصاحب المقصد الحسن ، عن إحدى وستّين سنة ، وقال القاضي : سنّة خمس وأربعين وخمسمائة ، قلت : والأوّل أصحّ (٣).
قال محقّق كتاب تنبيه الغافلين : أمّا ما قاله أحمد بن صالح بن محمّد بن أبي الرجال في كتابه مطلع البدور ومجمع البحور من أنّه قتل في سنة خمس
____________
١ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.
٢ ـ قال المؤيّدي في اللوامع ٢ : ١٢ ، تعليقاً على هذا الكلام ، يعني : في الفروع ، وكان معتزلياً في الأصول.
٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.