الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : يابن أخي ، والله لقد كبر سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولّهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فقال الحصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (١).
الرابع : وممّا يزيد ذلك وضوحاً ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد ورد ذلك من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، وقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة ، والنُقل المقبولة عند الأمّة (٢).
الخامس : وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « اعلموا أيّها الناس ، أنّ العلم الذي أنزل الله تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
____________
١ ـ الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : ٤١٩ ، ضمن مجموع عبد الله بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل.
٢ ـ الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : ٢٤٧ ، ضمن مجموع عبد الله بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل.
٣ ـ الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : ٢٤٧ ، ضمن مجموع عبدالله بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل