بالدوحات ، فقمّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه على قدميه من شدّة الرمضاء ، حتّى انتهينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا ، فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ... » قال : « فإنّي أشهد أن قد صدقتم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ » ، قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي وأمّي أنت يا نبي الله ، ما الثقلان؟
قال : « الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف منه بيدالله تعالى وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبّوتها ، وتقتل من قام بالقسط » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (١).
الثاني : قال : فليحذر كلّ ذي عقل سوي من الاعتبار إلى أضدادهم ، والكون في زمرة حسّادهم إلى أن قال : وفي ذلك ما رويناه بالإسناد المتقدّم إلى السيد الإمام المرشد بالله ( عليه السلام ) (٢) ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن
____________
١ ـ محاسن الأزهار : ٧٥ ، شرح البيت ( ٣٠ ) من قصيدة المنصور بالله عبد الله بن حمزة.
٢ ـ ذكر سنده إلى المرشد بالله في صفحة ( ٩٠ ) من كتابه هذا ، وهو هكذا : قال : أخبرنا الشيخ الأجلّ محيي الدين شيخ المسلمين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الوليد