الحديث ، ثمّ النحو واللغة والتفاسير ، فلمّا ظهر فضله وانتشر ذكره ... ، فطلبوا منه القيام ، فساعدهم ، وذلك في شهر صفر سنة ستمائة وستة وأربعين ، وكتب دعوته إلى الناس كافّة ، ثمّ قال ـ بعد أن سرد وقائع أحمد بن الحسين ـ : هذا زبدة ما نقلته من شرح الإمام المهدي أحمد بن يحيى ( عليه السلام ) على سيرة البحر ، ويلحق بذلك أشياء نقلتها عن غير صاحب البحر ، منها : أنّه استشهد ( عليه السلام ) في شهر صفر من سنة ست وخمسين وستمائة ، وقبره في ذي بين مشهور مزور (١).
قال السيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : وكرمه وكراماته وفضائله وفواضله وحسن أخلاقه وزهده وورعه ممّا لا يحيط به الوصف ولا تسعه المجلّدات الكبار ، ثمّ قال : وكان ( عليه السلام ) حليف العبادة والزهد والورع ، ثمّ قال : واعلم أنّه ( عليه السلام ) مع اشتهار فضله وكثرة خصائصه لم يسلم من المعارضة والتمحيص ، بل جرى عليه من المحن والتعب من سوء معاملة الناس له.
إلى آخر ما يذكره من تواريخه ووقائعه عن كتاب سيرة الإمام المهدي أحمد بن الحسين (٢).
قال الحسين بن ناصر المهلاّ ( ت ١١١١ هـ ) في مطمح الآمال : وأمّا الإمام الشهير الشهيد المهدي لدين الله أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله ( عليه السلام ) فكان فيه من صفات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلقاً وخلقاً ما لا ينكره أحد ، وله من العلم الغزير ما لا يوصف بحد ، ولما دعى لبّى دعوته العلماء الأعلام ،
____________
١ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٨٦٧ ـ ٨٨٢.
٢ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ٣٦٥ ـ ٤٥٩.