فخرج مذعوراً نحو المدينة ، ومعه أصحابه حتّى قدم الجحفة ، فنزل بغدير خمّ ، ونهى أصحابه عن شجرات في البطحاء متقاربات ، فنزل تحتها ، وهي شجرات عظام ، فلمّا نزل القوم في سواهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان فشّك شوكهن وقمّ ما تحتهن ، ثمّ أمر بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وممّن حضر يومئذ علي بن أبي طالب والحسن والحسين ابنا علي ، والعباس وولداه عبد الله والفضل ، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وأبو عبيدة بن الجرّاح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر وعمرو بن العاص والبراء ابن عازب وأنس بن مالك وأبو هريرة وأبو الحمراء مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ووجوه قريش ، وعامّة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقبي ومهاجري وأنصاري وغيرهم من بدوي وحضري حتّى امتلأ الدوح ، وبقي أكثر الناس في الشمس يقي قدميه بردائه من شدّة الرمض ، فصلّى ( صلى الله عليه وآله ) تحتهن ركعات ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال ... ، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ، ثمّ قال ... ، ثمّ أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) ثانية فقال : « أيّها الناس ، اسمعوا ما أقول لكم إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم واردون عليّ الحوض حوضاً ما بين صنعاء إلى إيلة فيه بعدد نجوم السماء قداح ، إنّي مصادفكم على الحوض يوم القيامة ألا وإنّي مستنقذ رجالاً ، ويخلج دوني آخرون ، فأقول يارب أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّهم أحدثوا وغيّروا بعدك ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » قالوا : وما الثقلان يارسول الله؟