قال : الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض ، طرف بيد الله وطرف بأيدكم ، فتمسّكوا به لا تضلّوا وتبدلوا ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، فقد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فلا تعلّموا أهل بيتي فإنّهم أعلم منكم ، ولا تسبقوهم فتفرقوا ، ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا ، ولا تولّوا غيرهم فتضلّوا » (١).
السابع : قال : ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي أبي الحسن الواسطي الشافعي بإسناد رفعه إلى الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ حتّى انتهينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال « الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكّل عليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضلّ ، ولا مضلّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أمّا بعد ، أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلاّ نصف ما عمّر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أشرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فهل بلّغتكم فما أنتم قائلون؟ » فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون نشهد أنّك عبد الله ورسوله ، وقد بلّغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره وعبدته حتّى أتاك اليقين ، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّاً عن
____________
١ ـ أنوار اليقين ١ : ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، مخطوط مصوّر.