كلّها ، وتصانيفه تشهد له بذلك في الأصول الكلاميّة والفروع الفقهيّة والأبواب العربيّة ، وكانت مدّة خلافته وانتصابه للأمر قدر أربعة عشر سنة ، إلى أن قال : فأنشأ صنوه الإمام ، وهو الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد رسالة بليغة سيّرها في الآفاق ، وأثنى فيها على صنوه الإمام المنصور بالله الحسن بن محمّد ثنائاً رايقاً ، وتكلّم فيها كلاماً فايقاً ، وحكى صورة قيام أخيه وما هي دعوته ، وأنّه قصد المحاماة عن حوزة الإسلام والذبّ عن بيضة مذاهب الأئمّة ، ثمّ قال : وكان أكبر سنّاً من صنوه الحسين ، وهما فرقدا سماء ، خلا أنّ الحسين أوسع علماً في الفقه ، والحسن أبدع منه في الأصول (١).
قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : الإمام المنصور الحسن بن بدر الدين ، وقد تقدّم ذكر أبيه ، كان الحسن هذا من أعيان العترة علماً وفصاحة ، وخطابه وتصنيفاً ، وله تصانيف في أصول الدين ، وكتب العربيّة وأجوبة ورسائل.
إلى أن قال : وكانت دعوة هذا الإمام الحسن بعد استشهاد الإمام المهدي أحمد بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : ودعى الإمام الحسن يوم خامس وعشرين من شهر شوّال سنة سبع وخمسين وستّمائة ، ودعى وهو ابن إحدى وستّين سنة ، وظاهر الكلام أنّه قد كان بايع بن وهّاس ثمّ عارضه.
ثمّ قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) سنة خمس وسبعين وستّمائة في هجرة تاج الدين برغافة ، وقبره الشامي من الثلاثة القبور التي في المسجد ، قال حي السيد العلاّمة صلاح بن جلال : وأظنّ أنّ عمره يقارب الثمانين (٢).
____________
١ ـ كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٤٩.
٢ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٨٨٧.